في خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب ومصر، أعلنت سفارة جمهورية مصر العربية بالرباط عن قرار جديد يسمح بدخول المواطنين المغاربة إلى الأراضي المصرية دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، وفق شروط محددة. يأتي هذا القرار ضمن سياسة الانفتاح وتسهيل حركة الأفراد بين البلدين، مما يُتوقع أن ينعكس إيجاباً على التعاون السياحي والاقتصادي والثقافي بين الشعبين.
فما هي تفاصيل هذا القرار؟ ومن هم المغاربة الذين يمكنهم دخول مصر بدون فيزا في عام 2026؟ وكيف يمكن الاستفادة من هذه التسهيلات؟ هذا المقال يقدم لك الدليل الشامل والمفصل للإجابة عن جميع هذه الأسئلة.
أولاً: خلفية القرار الجديد
جاء إعلان السفارة المصرية بالرباط في إطار التوجه الجديد للحكومة المصرية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، وخاصة دول شمال إفريقيا، وتسهيل حركة السياح والمستثمرين.
وأوضحت السفارة أن القرار يهدف إلى تشجيع السياحة المغربية نحو مصر، خصوصاً بعد النمو الكبير في عدد الزوار المغاربة خلال السنوات الأخيرة.
كما أن هذا الإجراء ينسجم مع سياسات القاهرة الهادفة إلى تنشيط الاقتصاد المحلي عبر دعم قطاع السياحة، الذي يُعد أحد أهم أعمدة الاقتصاد المصري. وبالنسبة للمغرب، فهو خطوة جديدة لتعزيز التواصل الثقافي والإنساني مع دولة تجمعها به روابط تاريخية ودينية وثقافية عميقة.
ثانياً: الفئات المستفيدة من دخول مصر بدون تأشيرة
بحسب البيان الرسمي للسفارة المصرية، فإن القرار لا يشمل جميع المواطنين المغاربة بشكل مطلق، بل حُدد بفئات محددة تستوفي بعض الشروط المسبقة. وتشمل هذه الفئات:
1. المغاربة الحاصلون على تأشيرات أو إقامات سارية في دول محددة
يستفيد المواطن المغربي من الدخول إلى مصر بدون تأشيرة مسبقة في حال كان يحمل:
إقامة سارية أو تأشيرة مستخدمة مسبقاً في إحدى الدول التالية:
- دول منطقة شنغن (الاتحاد الأوروبي)
 - الولايات المتحدة الأمريكية
 - كندا
 - أستراليا
 - نيوزيلندا
 - اليابان
 - المملكة المتحدة (بريطانيا)
 
في هذه الحالة، يمكن لحامل الإقامة أو التأشيرة السفر مباشرة إلى مصر، والحصول على تأشيرة عند الوصول (Visa on Arrival) في المطار أو الميناء.
2. المغاربة المقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي
كذلك، يستفيد المغاربة المقيمون في دول الخليج من هذا القرار، بشرط أن يتوفروا على:
- إقامة صالحة وسارية المفعول؛
 - تذكرة ذهاب وعودة مؤكدة؛
 - إقامة أو تأشيرة عودة سارية في الدولة الخليجية؛
 
ويُسمح لهؤلاء بالدخول مباشرة عبر نقاط الوصول المصرية دون الحاجة لتأشيرة مسبقة من السفارة.
ثالثاً: كيفية الحصول على تأشيرة عند الوصول (Visa on Arrival)
بالنسبة للمغاربة المشمولين بالقرار، يمكنهم الحصول على تأشيرة دخول عند الوصول إلى مصر في المطارات أو الموانئ الرئيسية.
وفيما يلي خطوات مبسطة:
- الوصول إلى مطار مصري (مثل القاهرة، شرم الشيخ، الغردقة، الإسكندرية...)؛
 - التوجه إلى مكتب التأشيرات بالمطار قبل ختم الجواز؛
 - تقديم الوثائق التالية:
 
- جواز سفر مغربي ساري المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر؛
 - نسخة من التأشيرة أو الإقامة الأجنبية؛
 - تذكرة ذهاب وعودة؛
 - إثبات حجز فندقي أو مكان إقامة في مصر؛
 
- دفع رسوم رمزية (حوالي 25 دولاراً أمريكياً) نقداً أو بالبطاقة البنكية؛
 - بعد المراجعة، يحصل المسافر على تأشيرة سياحية لمدة 30 يوماً قابلة للتجديد في بعض الحالات.
 
رابعاً: الهدف من القرار وأبعاده
تسعى مصر من خلال هذا القرار إلى تحفيز الحركة السياحية والاستثمارية من المغرب، وذلك ضمن سياسة الانفتاح الإقليمي التي تنتهجها منذ عام 2023.
كما يهدف القرار إلى:
- تشجيع المغاربة على زيارة مصر والاستفادة من معالمها السياحية والتاريخية؛
 - تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري بين رجال الأعمال من البلدين؛
 - تعزيز التقارب الثقافي عبر زيادة التبادل بين الجامعات والمؤسسات الثقافية؛
 - دعم المبادرات المشتركة في مجالات مثل الإعلام والفنون والتعليم.
 
من جهة أخرى، يُعد هذا القرار مؤشراً على ثقة مصر في جواز السفر المغربي، الذي أصبح يحظى بتقدير متزايد في العديد من الدول بفضل الاستقرار السياسي والدبلوماسي الذي يتمتع به المغرب.
خامساً: ملاحظات مهمة قبل السفر إلى مصر
رغم التسهيلات الجديدة، هناك بعض النقاط التي ينبغي على المسافرين المغاربة الانتباه إليها قبل السفر:
- القرار لا يعني إلغاء التأشيرة بالكامل للجميع، بل فقط للفئات المحددة أعلاه.
 - الإقامة في مصر تتطلب احترام مدة التأشيرة وعدم تجاوزها لتجنب الغرامات.
 - يُفضّل حجز فندق أو سكن مسبقاً لتسهيل إجراءات الدخول في المطار.
 - التأشيرة عند الوصول مخصصة للسياحة فقط، ولا تُخول لحاملها العمل أو الدراسة.
 - يجب التأكد من أن جواز السفر ساري المفعول لمدة كافية (6 أشهر على الأقل) قبل موعد السفر.
 
سادساً: التأثير الاقتصادي والسياحي للقرار
من المتوقع أن يساهم هذا القرار في رفع عدد الزوار المغاربة إلى مصر بنسبة تفوق 40% خلال عام 2026، خصوصاً بعد أن أصبحت الرحلات الجوية بين البلدين أكثر انتظاماً وأقل تكلفة.
كما يُرتقب أن يستفيد قطاع السياحة المصري من ارتفاع الطلب على الوجهات الشهيرة مثل:
- القاهرة (للآثار والتاريخ)
 - شرم الشيخ والغردقة (للسياحة الشاطئية)
 - الأقصر وأسوان (للسياحة الثقافية)
 
وبالمقابل، سيستفيد المغرب من تعزيز مكانته كدولة ذات علاقات قوية ومتوازنة مع مختلف دول العالم العربي.
سابعاً: مستقبل العلاقات المغربية المصرية
يرى مراقبون أن هذا القرار يمثل نقطة تحول في التعاون المغاربي – المشرقي، حيث من المنتظر أن تُتبع هذه الخطوة باتفاقيات جديدة تشمل مجالات:
- التبادل الطلابي والتعليمي؛
 - الاستثمار السياحي والعقاري؛
 - تسهيل النقل الجوي والبحري؛
 - التعاون الأمني والثقافي.
 
ومن المحتمل أن تعمل الدولتان على توسيع نطاق الإعفاء من التأشيرة في السنوات المقبلة ليشمل جميع المواطنين، في إطار رؤية شاملة لحرية التنقل بين الشعوب العربية.
خاتمة
باختصار، يمثل قرار “مصر بدون تأشيرة للمغاربة 2026” خطوة إيجابية نحو تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين وتسهيل حركة الأفراد. فهو لا يفتح فقط الأبواب أمام السياحة، بل يعزز جسور التعاون الاقتصادي والثقافي بين شعبين تربطهما علاقة تمتد عبر التاريخ.
ولمن يخطط لزيارة مصر قريباً، فإن الوقت الآن مثالي لاكتشاف أرض الأهرامات والنيل بسهولة أكبر ودون عناء الحصول على تأشيرة مسبقة.
FAQ (أسئلة شائعة):
س1: هل يمكن لكل المغاربة دخول مصر بدون تأشيرة في 2026؟
لا، القرار يخص فقط من لديهم إقامة أو تأشيرة سارية في دول مثل شنغن أو أمريكا أو الخليج.
س2: كم مدة الإقامة في مصر بدون تأشيرة مسبقة؟
التأشيرة عند الوصول تمنح إقامة سياحية لمدة 30 يوماً قابلة للتجديد.
س3: هل يشمل القرار المغاربة المقيمين في أوروبا؟
نعم، كل من لديه إقامة سارية أو تأشيرة مستخدمة في منطقة شنغن يمكنه دخول مصر مباشرة.
س4: ما هي رسوم تأشيرة الوصول؟
حوالي 25 دولاراً أمريكياً تدفع في المطار عند الوصول.
س5: هل يمكن العمل في مصر بهذه التأشيرة؟
لا، التأشيرة عند الوصول مخصصة للسياحة فقط ولا تسمح بالعمل أو الدراسة.
